حين انتصرت العدالة للطفولة.. قرار قضائي يُنقذ أرواحاً بريئة من براثن الفكر المتطرف
المحامية الهام الركابي/محاكم استئناف الرصافة
رجلٌ ثبت انتماؤه لتنظيم “داعش” الإرهابي، لم يعد يُمثل أباً في نظر القانون، بل تهديداً حقيقياً لأطفاله الصغار، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا تحت ولاية جبرية كان من الممكن أن تُشكّل بداية حكاية مأساوية، لولا تدخّل العدالة في اللحظة الفارقة.
المحكمة المختصة، وبعد دراسة دقيقة للدعوى من جميع جوانبها الأمنية والاجتماعية والنفسية، خلصت إلى أن استمرار ولاية الأب تُهدّد سلامة الأبناء نفسياً وتربوياً. فأصدرت حكماً شجاعاً بسلب الولاية الجبرية عنه، وتنصيب الأم وصية شرعية على الأطفال، لتكون حضنهم الآمن، ودرعهم الحامي من أفكار لا ترحم براءة ولا تعترف بإنسانية.
القرار لم يكن قانونياً فقط، بل كان إنسانياً من الطراز الأول، فقد جاء ليؤكد أن مصلحة الطفل، في القانون العراقي، ليست مجرّد بند في التشريع، بل مبدأٌ راسخٌ يُقدَّم على كل اعتبار.
إنه حكم يضع اللبنة في جدارٍ يُبنى لحماية الأجيال القادمة من التطرف، ويُرسل رسالة واضحة: أن العراق لا يساوم في مستقبل أطفاله، ولا يسمح لأية يد متطرفة أن تمتد إلى عقولهم أو أرواحهم.
هكذا ينتصر القانون حين يكون صوته صوت الطفولة، وضميره ضمير أم تُقاتل بصمت لأجل أن ينام أطفالها آمنين، في وطن لا مكان فيه للفكر المظلم، ولا ولاية فيه لمن باع نفسه للتطرف.
للاطلاع على صورة من القرار القضائي: اضغط هنا.