|

اقتصد في كل شيء الا في محاميك: الفرق بين الاستعانة بمحامٍ والاستعانة بالعرضحالجي

المحامية: الهام الركابي/محاكم استئناف الرصافة

في الحياة اليومية، يواجه الكثير من الناس قضايا قانونية تتطلب صياغة دعاوى أو تقديم طلبات إلى المحاكم. وهنا يقف الشخص أمام خيارين: إما اللجوء إلى محامٍ مختص، أو الاستعانة بما يُعرف بالـ “عرضحالجي”، وهو شخص يجلس عادةً قرب أبواب المحاكم ويقدم خدمات كتابة العرائض القانونية بأجور زهيدة.

اولاً: المؤهلات العلمية والمهنية

المحامي هو شخص حاصل على شهادة جامعية في القانون، وقد اجتاز اختبارات مهنية، وانخرط في نقابة المحامين، مما يعني أنه يمتلك معرفة قانونية متخصصة، ويخضع لأخلاقيات المهنة ومساءلة قانونية في حال ارتكب خطأ مهنياً.

أما العرضحالجي، فلا يشترط فيه أي تأهيل أكاديمي أو ترخيص قانوني. غالباً ما يكتسب خبرته من الممارسة أو من نماذج جاهزة، دون فهم عميق للقانون أو القدرة على تقديم استشارات قانونية دقيقة.

ثانياً: طبيعة الخدمة المقدمة

المحامي يقدم استشارات قانونية متكاملة، ويدرس القضية من جوانبها كافة، ويقدم حلولاً قانونية دقيقة، ويُمثل موكله أمام الجهات القضائية عند الحاجة. كما يتحمل المسؤولية عن الأخطاء، ويُعد مرجعاً قانونياً موثوقاً.

بينما يقتصر دور العرضحالجي غالباً على ملء نماذج أو طباعة صيغ جاهزة دون الغوص في تفاصيل القضية أو تقديم استشارات قانونية، مما قد يؤدي إلى أخطاء تضر بصاحب القضية دون أن يكون هناك جهة يمكن الرجوع إليها للمساءلة أو التعويض.

ثالثاً: المسؤولية والمساءلة القانونية

المحامي ملزم بأداء عمله وفق ضوابط مهنية، وتحت طائلة المساءلة من قبل نقابة المحامين أو القضاء عند التقصير. أما العرضحالجي، فلا يخضع لقيود كثيرة في ممارسة عمله وذلك لكون اعماله محدودة من الاساس.

وعلى الرغم أن خدمات العرضحالجي قد تبدو أقل تكلفة، فإن المخاطر القانونية التي قد تنجم عنها تجعل هذا الخيار غير آمن، فالمحامي لا يقدم فقط كتابة قانونية، بل يمثل حماية قانونية متكاملة تضمن سلامة الإجراءات وصحة المضمون. إن توكيل محامٍ هو استثمار في الأمان القانوني، والوقاية من الخسارة أو الوقوع في أخطاء قد تكون باهظة الثمن.

ختاماً، نقول ان الاستعانة بمحامٍ تعني الاعتماد على جهة موثوقة ذات كفاءة قانونية ومهنية، بينما العرضحالجي يقدم خدمة شكلية لا ترقى إلى مستوى الأمان القانوني المطلوب. لذا، من الأفضل دائماً أن يختار الإنسان الطريق الآمن ويستعين بمحامٍ مرخص كلما واجه مسألة قانونية.