لام شمسية: الفعل الفاضح وهتك العرض والاغتصاب في القانون العراقي… ما الفرق بينها؟ ولماذا يخاف الضحايا من الحديث؟

المحامية: نور جواد جاسم/محاكم استئناف الكرخ.

في أحد مشاهد مسلسل “لام شمسية”، يقف طفل صغير مذهولاً، ليس من البرد… بل من الخوف. لقد حدث له شيء كبير، مؤلم، لا يعرف كيف يسميه، ولا يملك الجرأة ليحكي. الاقارب صامتون، والبيت غارق في التواطؤ، وهو وحده… يختنق.

ما الذي حدث؟ هل هو مجرد فعل فاضح؟ أم هتك للعرض؟ أم اغتصاب؟
في القانون العراقي، هناك فرق واضح بين هذه المصطلحات، لكن في الواقع… كلها تترك جرحاً لا يُشفى بسهولة.

1 – الفعل الفاضح المخل بالحياء
هو أبسط هذه الأفعال من حيث الجسامة. يشمل كل سلوك يسيء إلى الشعور العام بالحياء كتقبيل امرأة او احتضانها في الطريق العام، علماً ان الفعل الفاضح المخل بالحياء قد يقع على جسم غيره ومن الممكن ايضاً ان يقع على جسمه نفسه ومثال الاخير عرض اجزاء من الجسم تعد عورة في دلالتها الاجتماعية.
ويعاقب القانون العراقي على هذه الجريمة وفق المادة (400) من قانون العقوبات، وتُعتبر من جرائم الجنح، أي أن عقوبتها قد تكون حبساً أو غرامة.

2 – هتك العرض
هنا يرتفع مستوى الجريمة، فهي تتضمن اعتداءً جسدياً على جسد الضحية، كالملامسة أو التحرش الجسدي، ويتم ذلك بالقوة أو التهديد أو الخداع أو أي وسيلة من وسائل عدم الرضا.
عالجتها المادة (396) من قانون العقوبات، واعتبرتها من الجنايات، أي أن عقوبتها تصل الى السجن نظراً لخطورتها.

3 – الاغتصاب واللواط
هذه هي الجرائم الأشد قسوة على الإطلاق، وتتضمن اتصالاً جنسياً كاملاً بالإكراه أو التهديد أو بحق قاصر لا يملك رد الاعتداء.
عقوبتها وفق المادة (393) من قانون العقوبات العراقي وتعديلاتها هي السجن مدى الحياة، خاصة إذا كانت الضحية قاصراً أو تم ارتكاب الجريمة بعنف.

مسلسل “لام شمسية” سلط الضوء على هذه القضايا بجرأة، وبيّن أن الضحايا ليسوا دائماً قادرين على الصراخ، وأن الجريمة لا تحدث فقط في الأماكن المعزولة… بل أحياناً في أقرب مكان يفترض أن يكون آمناً.

واخيراً نقول: الفعل الفاضح يهز الحياء،
هتك العرض يهز الكرامة،
والاغتصاب يهز الكيان كله.

لكل من يقرأ:
افهم الفرق، لا لتصنيف الجريمة فقط، بل لحماية نفسك ومن حولك.
لأن السكوت لا يُنقذ… ورفع الصوت بالحق هو أول طريق العدالة.