المقال السادس: لا تختَر محامياً جيداً فقط… بل اختر المحامي المناسب لقضيتك تحديداً
المحامية: نور جواد الدليمي/محاكم استئناف الكرخ.
عندما تكتب في محرك البحث: أفضل محامي في العراق أو محامي شاطر في بغداد، فإن النتيجة الأهم لا تتعلق فقط بمهارة المحامي العامة، بل بمدى تخصصه في نوع القضية التي تواجهها.
المحامي المدني يختلف عن المحامي الجنائي، ومحامي الأحوال الشخصية لا يُشبه من يقوم بتسجيل الشركات أو الجرائم الاقتصادية أو طعون التمييز.
لذا، إن أردت أن تحقّق أقصى استفادة من التوكيل، فاسأل نفسك أولاً:
هل قضيتي تحتاج إلى:
- محامي متخصص بالدعاوى المدنية؟ (نزاعات عقود، تعويضات، دعاوى مالية، عقارات…)
- محامي جنايات في العراق؟ (قضايا قتل، مخدرات، جرائم اقتصادية، جرائم إرهاب…)
- محامي أحوال شخصية في بغداد؟ (طلاق، نفقة، حضانة، إثبات زواج، إثبات نسب…)
- محامي شركات أو تسجيل علامة تجارية؟
- محامي تمييز متخصص في تقديم الطعون أمام محكمة التمييز؟
اختيار المحامي بناءً على خبرته النوعية يُشبه اختيار الطبيب حسب التخصص، فأنت لا تراجع طبيب قلب لعلاج مشكلة جلدية، ولا تراجع طبيب عيون إذا كنت تعاني من ألم في المعدة، حتى لو كان كلاهما طبيباً بارعاً.
والمحاماة لا تختلف عن ذلك.
من الأفضل أن تسأل المحامي مباشرة:
- هل توكلت سابقاً في قضايا مشابهة لقضيتي؟
- ما النتائج التي حصلت عليها في هذا النوع من الدعاوى؟
- هل لديك سوابق قضائية ناجحة في هذا المجال؟
الخبرة النوعية لا تعني فقط عدد السنوات، بل تعني عدد القضايا المماثلة التي تعامل معها المحامي فعلاً، وكيف تعامل معها، وما نتائجها.
وفي بيئة مهنية تضم أكثر من 91 ألف محامٍ في العراق، من الطبيعي أن تجد تفاوتاً كبيراً في التخصص، ومن المهم أن تُحسن الاختيار وفق حاجتك، لا وفق الشهرة فقط.
وفي الختام، نعيد التأكيد أن هذه السلسلة لا تُهاجم أحداً، بل تسعى لتوجيه المواطن العراقي نحو قرار مدروس وعادل عند اختيار محاميه، وفقًا لنوع قضيته وطبيعتها، لا بناءً على الكلام العام أو الانطباعات السطحية.
اختيارك للمحامي المتخصص في قضيتك هو نصف طريق النجاح فيها.