المقال الثامن: المحامي الذي يكتب ويبحث ويشارك… هو الأقرب لفهم قضيتك بعمق

المحامية: نور جواد الدليمي/محاكم استئناف الكرخ.

حين تسأل: من هو أفضل محامٍ في العراق؟
أو تبحث عن محامي متخصص في التعديلات القانونية الجديدة،
فلا تكتفِ بسؤال: هل فاز بقضية مشابهة؟
بل اسأل: هل يواكب هذا المحامي التعديلات القانونية؟ هل يكتب؟ هل يقرأ؟ هل يُدرّس؟ هل يحاضر؟

في العراق، كثير من المحامين يكتفون بالممارسة اليومية داخل أروقة المحاكم، دون أن يتابعوا التعديلات التشريعية، أو يواكبوا الاجتهادات التمييزية، أو يُطوّروا لغتهم القانونية.
أما المحامي الذي يكتب مقالات قانونية تحليلية، أو يشارك في مؤتمرات وندوات، أو يُنشر له كتاب أو رأي في مجلة تخصصية، فهو في الغالب:

  • أكثر اطلاعاً على القوانين النافذة.
  • أوسع فهماً للخلافات القانونية المعاصرة.
  • وأدق تحليلاً لنقاط الضعف والقوة في كل دعوى.

المحامي المثقف قانونياً هو الأقرب لفهم قضيتك بعمق، لأنه لا ينقل فقط ما تعلّمه، بل يُنتج معرفة قانونية مستمرة، تجعله دائماً في مقدمة المحامين مهنياً وفكرياً.

إذا كنت تبحث عن:

  • محامي يكتب مقالات قانونية ويواكب التطورات التشريعية.
  • محامي مطلع على فقه القضاء العراقي ومحكمة التمييز.
  • محامي يُشارك بندوات نقابة المحامين أو المؤتمرات القانونية.
  • أو حتى محامي ينشر رأيه في المجلات القانونية المحلية والعربية.

فأنت لا تبحث فقط عن محامٍ، بل عن شريك قانوني فكري يحميك من الخطأ، ويشرح لك القانون بلغة دقيقة، ويستند إلى علم حقيقي، لا مجرد تجربة شخصية.

وقد لاحظنا فعلياً أن من أكثر المحامين نجاحاً في العراق هم من لا ينقطعون عن الحضور الذهني في المجال القانوني، سواء عبر التأليف، أو التدريس، أو النشر، أو النقاش العلمي.
وهم عادة من تزدحم مكاتبهم لا بالإعلانات، بل بأوراق القضايا والرأي القانوني المسؤول.

وفي ختام هذا المقال، نؤكد مجدداً أن هدفنا من هذه السلسلة ليس المقارنة بين الأشخاص، بل توجيه المواطن العراقي نحو اختيار المحامي الأجدر والأعلم والأصدق، في وسط قانوني مليء بالتحديات، والتغييرات التشريعية المستمرة، وتداخل القوانين العامة والخاصة.

المحامي الذي يكتب… هو محامٍ يُفكر، وإذا كان يُفكر، فهو يستحق أن تُعرض عليه قضيتك.