أسرار اختيار أفضل محامي في العراق: الدليل الذي يبحث عنه الجميع
المحامية نور جواد الدليمي
في أول لقاء جمعني بأحد الموكّلين، جلس أمامي بوجه متوتر وصوتٍ حائر وسأل سؤالاً لم أنسه قط:
“كيف أثق بكِ؟ هذا أول لقاء بيننا… هل يمكنكِ إقناعي بأنكِ أفضل من غيركِ لأوكل إليكِ قضيتي؟”
لن أنكر… كان السؤال صادماً.
ليس لأن الثقة أمر صعب، بل لأن الناس يعتقدون أن المحامي يجب أن يبدأ بإثبات نفسه فوراً، وكأنه في سباقٍ مع الآخرين.
نظرتُ إليه بهدوء وقلتُ له بكل وضوح:
“لستُ مضطرة لِأُقنعك بأنني الأفضل… عملي يشهد لي. وموكلوني السابقون أدرى بمصداقيتي وتفانيي. أنا لا أبيع وعوداً، بل أقدّم عملاً. فإن أردت الحقيقة، دع ثقتك تُبنى على ما سأقدّمه لك، لا على ما أقوله الآن.”
هنا تلاشى الارتباك من وجهه، وقال جملة ما زلت أعتبرها جوهر العلاقة بين المحامي وموكّله:
“أريد من يمشي معي في الطريق… لا من يرسم لي صورة مثالية.”
لماذا يسأل الناس هذا السؤال؟
لأنهم خائفون.
لأن القانون عالم غامض بالنسبة لمعظم الناس، ومحاكمنا مليئة بقصص من خاب ظنهم في وعود لم تتحقّق.
ولأن المحامي – في نظر الموكل – هو الشخص الذي قد يمسك بيده إلى برّ الأمان… أو يدفعه إلى الهاوية.
وهنا تظهر الفكرة الأهم:
الاختيار هو نصف النصر.
ما الذي يجعل محامية تستحق ثقتك؟
1. الصدق قبل كل شيء
قال تعالى:
﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ﴾
الصدق هو أساس كل علاقة قانونية ناجحة.
المحامي او المحامية التي تعدك بالربح قبل أن تدرس دعواك… تجاملك، لا تساعدك.
2. الخبرة التي تُبنى على القضايا لا السنوات
ليس المهم كم سنة عملت… المهم ماذا صنعت في تلك السنوات.
هناك محامية تمتلك خبرة خمس سنوات تُغيّر مصائر قضايا، وأخرى تعمل منذ عشرين سنة دون أثر.
3. القدرة على التحمّل تحت الضغط
المحامي الحقيقي ليس ذلك الذي يحفظ مواد القانون فقط، بل من يعرف كيف يقف تحت ضغط المحكمة، ويفكّر بسرعة، ويتّخذ القرار الصحيح في لحظة مربكة.
وهذا النوع لا يُكتشف في الكلام… بل في الأداء.
4. وضوح الأتعاب وشفافية التعامل
الثقة لا تُبنى على الغموض.
اسأل: ما الذي تشمل الأتعاب؟ ما حدود المتابعة؟ هل هناك مصاريف إضافية؟ والاهم من كل ذلك هل يوجد عقد اتعاب مكتوب؟
الوضوح من البداية احترام للطرفين.
5. الانطباع الأول… ليس شعوراً عابراً
بعد مقابلة أولى مع أي محامية اسأل نفسك:
- هل شرحت لي الأمور بلغة أفهمها؟
- هل شعرتُ بأن لديها خطة؟
- هل احترمت وقتي وأسئلتي؟
إن كانت الإجابة نعم، فقد بدأت خطواتك الأولى نحو اختيار صحيح.
الموكل الذي يسأل: “كيف أثق بك؟” هو شخص يفهم قيمة نفسه
وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها.
السؤال ليس إهانة… بل دليل وعي.
والإجابة الصريحة هي ما يصنع علاقة قانونية قوية.
الخاتمة: القضايا لا تنتصر وحدها… بل بمن يقودها
اختيار المحامية المناسبة ليس رفاهية.
إنه قرار يغيّر النتائج.
وإذا أردتِ محامية تعتمد على عملها، لا على وعودها؛ وعلى صدقها، لا على شعاراتها؛ وعلى خبرتها، لا على شهرتها…
فتواصلك مع الكاتبة هو الخطوة الأولى نحو بناء ثقة حقيقية تستند إلى أداء واقعي ومسؤولية مهنية كاملة.
