المقال التاسع: بين المحامي العالِم والمحامي المشهور… أيهما تختار؟
المحامية: نور جواد الدليمي/محاكم استئناف الكرخ.
في زمن منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الشهرة لا تحتاج إلى اجتهاد، بل يكفي تسجيل مقطع قصير يحمل عنواناً لافتاً مثل “كيف تطلق زوجتك فوراً؟” أو “أخرج أي موقوف بكلمتين”، لتنهال الإعجابات وتزداد المتابعات.
لكن هل هذا هو المحامي الذي تسلّمه مصيرك؟
إذا كنت تبحث عن محامي ناجح في العراق أو أفضل محامٍ في بغداد أو البصرة أو أربيل، فعليك أن تُميز جيداً بين من بنا شهرته بالعلم، وبين من اكتسبها بالكلام العام والعناوين الجاذبة فقط.
المحامي العالِم:
- يتابع القرارات التمييزية أولاً بأول.
- يقرأ القانون بعيون القضاء لا فقط بنصه المجرد.
- لا يعطي وعوداً فارغة، بل يزن كل كلمة يقولها لأنه يدرك أثرها القانوني.
- قد لا يكون الأكثر ظهوراً، لكنه الأكثر احتراماً بين زملائه والقضاة والموكلين.
أما المحامي الذي بنى اسمه بالخطاب الإعلامي:
- قد يكرر المفاهيم العامة التي يعرفها كل طالب قانون.
- يُكثر من الحديث عن “ضمانات” و”نتائج محسومة” لا يملكها.
- قد يُبهر الناس بمعلومات مشهورة لكنها غير دقيقة، أو صالحة لأنظمة قانونية غير عراقية.
الخطورة تكمن في أن الموكل البسيط قد ينخدع بسطوع الاسم، لا عمق الخبرة.
فيسلم دعوى حساسة لمحامٍ “مشهور”، لكنه لم يتوغل يوماً في عمق القانون، ولم يُناقش قاضياً في جلسة حقيقية، ولم يُواجه دعوى من النوع ذاته.
فهل تسلم علاجك لطبيب يملك مليون متابع على تيك توك؟ أم لطبيب متخرج من جامعة رصينة وله خبرة بالميدان؟
نفس المعيار يجب أن تطبقه عند اختيار محاميك.
إذا أردت:
- محامي أحوال شخصية متمكن
- محامي جنايات في العراق بخبرة ميدانية
- محامي قضايا مالية مطلع على التشريعات التجارية
- أو محامي تمييز يعرف كيف يُصاغ الطعن لا كيف يُعرض في فيديو
فاختر من يُبهرك بعلمه، لا بمنشوراته.
وفي ختام المقال، نعيد التأكيد كما في كل مرة:
نحن لا ننتقص من زميل يظهر في الإعلام، بل ننتقد من يجعل الإعلام بديلاً عن الاجتهاد، والشهرة بديلاً عن المعرفة.
وهدفنا هو توعية المواطن بأن أفضل محامي في العراق ليس بالضرورة الأكثر ظهوراً، بل من يفهم قانونك، ويهتم بقضيتك، ويعرف طريق المحكمة لا طريق الشهرة فقط.