طفل مكتئب بين أبوين منفصلين

شاهدت اليوم حالة لطفل عمره تسع سنوات، والديه منفصلان منذ أربع سنوات.
الطفل يعاني من اكتئاب واضح ويتحدث كثيرا عن رغبته في أن تعود عائلته كما كانت.
قال لي ببراءة: “أريد تصير عدنا عائلة مثل قبل.”
ومن خلال حديثي مع والدته التي هو في حضانتها شرحت لي معاناة هذا الطفل الذي ارهقته معاناة الانفصال ورغبته في عودة الحياة لمجراها الطبيعي بين والده ووالدته تتحدث والدته عن تمرده على اقرانه وعلى دراسته وتدني مستواه الدراسي بل وحتى تمرده على تناوله الطعام والشراب وحتى حاجته للدخول الى الحمام وقضاء حاجته
الامر الذي اثقل مسؤولية الام بأختيار اوقات دخوله الحمام وتناول الطعام الذي يمكن ان ينسى نفسه لساعات دون قضاء حاجته او تناوله الطعام اي حياة يعيشها طفل في عمر التسع سنوات
بدل ان يرسم مستقبله ويتعايش مع عمره ورغباته في اللعب ومنافسة زملائه في المدرسة
يعيش مكتئبا حياته شبه متوقفه نتيجة الصراع بين والده ووالدته

من خلال هذه الحالة، يتضح أن أكثر من يتأذى من الانفصال هو الطفل، لأنه يعيش بين بيتين بلا استقرار نفسي أو عاطفي.
يُجبر على التكيّف مع واقع لا يفهمه، ويحمِل هموم الكبار في عمر ما زال فيه بحاجة إلى اللعب والطمأنينة.

الانفصال قد يكون أحيانا الحل الصحيح عندما يصعب استمرار الحياة الزوجية لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول الخلاف إلى صراع دائم ويُستخدم الطفل كوسيلة ضغط أو انتقام.
الحضانة ليست مجرد حق قانوني بل مسؤولية كبيرة تتعلق بتربية الطفل وتوازنه النفسي.
بوصفي محامية وأما أرى أن العدالة في دعاوى الاحوال الشخصية لا تتوقف عند اصدار القرار القضائي بل تمتد إلى حماية نفسية الطفل وتوفير بيئة مستقرة له بعد الانفصال.
من حق كل طفل أن يعيش بأمان، حتى لو لم يكن والداه معا